تلتئم اليوم في عاصمة ليتوانيا، قمة للحلف الأطلسي والتي تتمحور حول انضمام السويد وأوكرانيا إلى الناتو.
إلا أنها ليست النقطة الوحيدة، فهناك العديد من القضايا الملحة بانتظار اجتماع القادة القادمين من أوروبا وأميركا الشمالية في فيلنيوس، خصوصاً أن هذا اللقاء يأتي وسط هجوم مضاد تأكد أنه أبطأ مما هو مرغوب فيه، كما وصفه الرئيس فولوديمير زيلينسكي، ومع محاولات كييف المتجددة للانضمام للحلف.
فقد أكّد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، الاثنين، أن هناك الكثير على قائمة مهام الناتو لهذا الأسبوع.
وأوضح أن تعزيز دفاعات الحلف وزيادة الدعم الأوكراني، والرد على العملية العسكرية الروسية، كذلك تعميق التعاون مع الشركاء وتنظيم القواعد، أبرز ما سيتم مناقشته.
بعدما دفع الغزو الروسي الحلف إلى مراجعة شاملة لأنظمته الدفاعية على جبهته الشرقية، من المقرر أن تناقش القمة هذه النقطة.
فقد تعهد أعضاء الناتو في عام 2014 بزيادة الحد الأدنى للإنفاق الدفاعي إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي الوطني بحلول عام 2024.
وحققت 8 دول فقط من أصل 31 دولة هذا الهدف حتى الآن، هي الولايات المتحدة وبولندا وليتوانيا ولاتفيا والمملكة المتحدة وإستونيا واليونان.
في حين أعرب ستولتنبرغ خلال زيارة لواشنطن الشهر الماضي، عن أنه يتوقع أن يوافق الحلفاء على أن هدف 2% يجب أن يكون الحد الأدنى، موضحاً أن الحلفاء سيتعهدون باجتماعاتهم باستثمار دفاعي أكبر يقارب ما لا يقل عن 2% من الناتج المحلي الإجمالي سنويًا في الدفاع.
لن تغيب الصين عن المحادثات، خصوصاً أن قادة الناتو كانوا حذروا مراراً من احتمال تكرار السيناريو الأوكراني في تايوان.
بناء على ذلك، اعتقد مدير مبادرة الأمن عبر الأطلسي مع المجلس الأطلسي كريستوفر سكالوبا الأسبوع الماضي، أن الناتو يتطلع إلى معرفة كيف يعمل الاستثمار الصيني في أوروبا على تعزيز مخاوف الأمن القومي.
وتساءل في تصريح عما إذا كانت الصين تستثمر في ميناء يوما، فهل يمكن لحلف الناتو بطريقة ما أن يعيق الحركة العسكرية عبر هذا الميناء في أزمة؟
وأضاف أن محاولة فهم أفضل وربط أفضل للولايات المتحدة وحلفائها عبر المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ هو جزء كبير مما يحاول الحلفاء القيام به هذا الأسبوع في فيلنيوس.
وطلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين الحصول على إشارة واضحة بشأن انضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، عشية قمة الحلف في فيلنيوس.
ومن المرتقب أن يصل زيلينسكي حاملاً فبيلعبوا رسالة إلى قادة الدول الأعضاء الـ31 في الحلف، مفادها أن بلاده تستحق الانضمام إلى الحلف عند انتهاء الحرب.
وتطالب كييف وكذلك دول أوروبا الشرقية بخارطة طريق واضحة باعتبار أنه من الضروري لأوكرانيا الانضمام إلى المظلة الأمنية للحلف لثني موسكو عن شن هجمات جديدة في المستقبل.
إلا أن واشنطن وبرلين مترددتان إزاء فكرة المضي أبعد من الوعد الذي قطعه حلف شمال الأطلسي بأن أوكرانيا ستنضم في أحد الأيام بدون تحديد جدول زمني واضح.
ليست أوكرانيا وحدها، فقد أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أخيراً أنّه سيدعم عضوية السويد في الحلف.
يشار إلى أن بين الحلف وموسكو اتفاقاً موقعاً عام 1997.
إلا أنه ورغم ذلك، دعا الرئيس الليتواني غيتاناس ناوسيدا، الدول الأعضاء إلى إبطال القانون التأسيسي للعلاقات والتعاون بين الحلف وموسكو، طالب بإنشاء قواعد عسكرية دائمة قرب حدود روسيا.
ورأى أنه لم يعد هناك معنى لقانون العلاقات والتعاون مع روسيا بعد نشرها أسلحة نووية تكتيكية.
كما طالب الحلف بتحديد أوضح وأقصر طريق لانضمام أوكرانيا من أجل رفع الروح المعنوية للقوات الأوكرانية.
ثم اعترف بأن عضوية كييف مستحيلة من الناحية العملية في الوقت الذي تكون فيه البلاد في حالة حرب.
ومن المقرر أن يجتمع قادة الناتو الثلاثاء والأربعاء في ليتوانيا لعقد قمة سيطغى عليها رد الحلف على الحرب في أوكرانيا وأيضا طلب انضمام كييف إلى المنظومة.
كما سيركزون على ملف عضوية السويد والتي لا تزال تركيا تعرقلها، وسيبحثون أيضاً مسألة النفقات العسكرية وخطط الحلف الاستراتيجية خصوصاً أن الغزو الروسي دفعه إلى مراجعة شاملة لأنظمته الدفاعية على جبهته الشرقية.